مدى شعور الميت بالأحياء من حوله قبل الدفن

29-12-2013 | إسلام ويب

السؤال:
هل يشعر الميت بجيرانه إذا بات بالمنزل قبل الدفن؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإذا مات الانسان فقد انتقل من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ، وهو من عالم الغيب الذي لا نعلم عنه شيئا إلا ما ‏جاء به الوحي من علام الغيوب.‏
والميت له نوع شعور وإدراك، وانفعال بما يفعله الأحياء وما يدور حوله، سواء بات أول ليلة بالقبر أم ‏بالمنزل، وسواء كانوا جيرانه أم غيرهم، لكن ما دائرة هذا الشعور؟ وما نوعه؟ وما كيفية الانفعال وما حقيقته؟ ‏لاجزم بشيء من هذه التفاصيل نفيا أو إثباتا، إلا ما جاء بالنقل من الوحي، كما قررناه في الفتوى رقم: ‏‎58523‎ , وهذا الأصل يدل عليه ما يلي:

السمع: فمن ذلك ما أورده أهل العلم المرجحين لسماع الأموات صوت الأحياء، وانظر تلك الأدلة ‏وبيان الراجح في مسألة السماع والأقوال فيها الفتويين: ‏‎4276‎‏ ، ‏‎54731‎‏ وما أحيل عليه فيها.‏
ـ الأنس، فمن ذلك ما جاء في حديث عمرو بن العاص لما توفي وقال لأصحابه: فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا ‏عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ، وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ ‏رُسُلَ رَبِّي. وراه مسلم.‏
ـ الاستبشار: فمن ذلك استبشار الأموات بزوارهم من الأحياء: فقد قال ابن القيّم ـ في سلام الزائر ‏للمقابر ـ : وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسّلف ‏مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار بأنّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له ويستبشر به.‏
ـ الاطلاع على أخبار الأحياء: فمن ذلك ما جاء في الأثر الموقوف الذي صححه العراقي، وبينا أن له حكم الرفع، واستدل به شيخ الإسلام ابن ‏تيمية على عرض أعمال الأحياء على الأموات عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه. وانظره بتمامه في الفتوى رقم: ‏‎54990‎‏.‏

والله أعلم.

www.islamweb.net