الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن للوالدين مكانة عظيمة، وأن من حقهما البر والإحسان، وطاعتهما في المعروف، وسبق بيان النصوص الدالة على فضل الوالدين في الفتوى رقم: 58735، ولكن هذا الفضل لا يجوز أن يكون حاملًا على ظلم الآخرين، ولا سيما الزوج لأجل إرضائهما، أو طاعتهما فيما فيه معصية الله، وراجعي الفتوى رقم: 76303.
فالذي ننصحك به أن تواصلي السعي في الإصلاح بينك وبين زوجك، خاصة إن رزقت منه أولادًا، فإن أصر على عدم رجوعك إليه، فإن أمكنك تغيير ما ذكرت، وقول الحق من غير ضرر يلحقك من ذلك، فافعلي، وإن خشيت على نفسك ضررًا فاسحبي القضية، وتنازلي عنها.
وإذا غضب عليك والداك: فلا يلحقك إثم - إن شاء الله - ولكن ينبغي أن تسعي في إرضائهما، واستعيني بالتضرع إلى الله تعالى، وتوسيط الأخيار والفضلاء، ولا سيما من لهم وجاهة عند والديك.
والله أعلم.