الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في إطعام الطيور، فإنه مما رغب الشرع فيه، ويدل لذلك حديث البخاري: في كل كبد رطبة أجر.
وفي حديث مسلم: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
ولكنه إذا حصل بذلك ضرر على الجيران، فإن الضرر يجب أن يزال، فقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه الإمام أحمد وغيره.
وقد نص أهل العلم على منع إحداث الجار ما يضر بجاره وعدوا من ذلك تضرر الجدار والأذى بالروائح الكريهة، قال ابن عاصم في تحفة الحكام:
وَمُحْدِثٌ ما فِيهِ لِلْجَارِ ضَرَرْ * محَقَّقٌ يُمْنَعُ مِنْ غَيْرِ نَظَرْ
كالفُرْنِ والبَابِ وَمِثْلِ الأَنْدَرِ * أوْ ما لهُ مَضَرَّةٌ بالجُدُرِ
وما بنتن الريح يؤذي يمنع * فاعله بالدبغ مهما يقـع.
وبناء عليه، فننصحك بالبعد عما اشتكى منه الجار وأن تطرح فضلات الطعام بمكان ناء، وسيأتيه من الطيور والهوام ما تكسب به الأجر إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.