الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينصح به من يؤدي الأذان أن يرفع صوته ما أمكنه، فقد قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: إذَا كُنْتَ فِي غَنَمِك، أَوْ بَادِيَتِك، فَأَذَّنْت بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَك بِالنِّدَاءِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ، وَلَا إنْسٌ، وَلَا شَيْءٌ إلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
قال الرافعي في شرح الوجيز: ومما يستحب فيه أن يكون حسن الصوت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أبا محذورة لحسن صوته، ولأن الدعاء إلى العبادة جذب للنفوس إلى خلاف ما تقتضيه طباعها، فإذا كان الداعي حلو المقال، رقت قلوب السامعين، فيكون ميلهم إلى الإجابة أكثر. انتهى.
ويؤذن متطهرًا، مستقبل القبلة، واضعًا سبابتيه في أذنيه، ملتفتًا يمينًا وشمالًا في الحيعلتين، ويترسل في الأذان، ويتمهل في أداء كلماته وجمله، قال في دليل الطالب: ويسن الأذان أول الوقت، والترسل فيه، وأن يكون على علو، رافعًا وجهه، جاعلًا سبابتيه في أذنيه، مستقبلًا القبلة، ويلتفت يمينًا لحي على الصلاة، وشمالًا لحي على الفلاح. انتهى.
وقبل ذلك على من يتولى الأذان أن يضبط كلماته، وألفاظه ضبطًا تامًا، بحيث يؤديه على وجهه، غير ملحون، فيخرج الحروف من مخارجها، ولا يزيد حرفًا، ولا ينقص حرفًا.
وعليه أن يحرص على تحصيل الإخلاص لله تعالى، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا، وابتغي به وجهه.
والله أعلم.