الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا يخفى على المسلم أن للوالدين منزلة عظيمة، وأنه يجب على ولدهما برهما، والإحسان إليهما، وطاعتهما في المعروف، لكن الظاهر ـ والله أعلم ـ أن طاعتك لوالدتك فيما ذكرت غير واجبة عليك، إن كان لا يوجد مسوغ لرفضها أن تشتري إلا مجرد الشفقة عليك، فهذا بمجرده لا يلزمك بطاعتها، قال العلامة ابن حجر الهيتمي - رحمه الله -: وحيث نشأ أمر الوالد، أو نهيه، عن مجرد الحمق لم يلتفت إليه، أخذًا مما ذكره الأئمة في أمره لولده بطلاق زوجته، وكذا يقال في إرادة الولد لنحو الزهد، ومنع الوالد له، أن ذلك إن كان لمجرد شفقة الأبوة، فهو حمق وغباوة، فلا يلتفت له الولد في ذلك.
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 144117، وما أحيل عليه فيها.
وننصحك بالاستمرار في محاولة إقناعها، وإن وجدت سبيلًا آخر لتحصيل الرزق فهو أفضل ـ إن شاء الله ـ من أجل البر بها، وإراحة بالها، وراجع في بر الوالدين الفتاوى التالية أرقامها: 8173، 66308، 71376، 96878.
والله أعلم.