الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حسن دعائك وطيب ثنائك، والحمد لله أن يسّر لك الوظيفة والراتب، ومن تمام شكرك هذه النعمة أن تعرف حق والديك في هذا المال، فإن نفقة الولد على والديه واجبة ولو لم يسألاه إياها، مادام مكتفيا بما آتاه الله وماداما محتاجين، قال ربنا سبحانه وتعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا {الإسراء: 23}.
قال الموفق في المغني: ومن الإحسان الإنفاق عليهما عند حاجتهما.
ويدخل في النفقة الواجبة إسكانهما بما يليق بمقامهما منفصلين كانا أو متصلين، ولا يتعين في السكنى التملك والبناء، بل يحصل المقصود بإجارة المسكن المواتي، فإن سألاك المال وكنت محتاجا فعلا إلى الزواج به، فأنت أولى به منهما والحالة هذه، على أن صلة الوالدين بالمال عندئذ من أعظم القربات، كما قررناه في الفتوى رقم: 1249.
ما لم يكن زواجك واجبا عليك كما لو خفت على نفسك الفتنة والحرام، فعندئذ يقدم الادخار للزواج الواجب مستقبلا على النفقة الحالية عليهما، كما فصلناه في الفتوى رقم: 160385.
فإن لم تكن محتاجا للمال فهما أحق به منك ما داما محتاجين إليه، بقدر حاجتهما منه، وانظر في تقرير شروط نفقة الولد على والديه الفتاوى التالية أرقامها: 46692، 50146، 104517.
والله أعلم.