الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأذان عبادة يمكن أن يدخل فاعله الرياء، كأن يؤذن ليُرِيَ الناسَ جمال صوته، أو ليقال عنه إنه من أهل الدين والصلاح ويُثنى عليه, والواجب على المؤذن أن يؤذن طلبا للأجر والثواب من الله تعالى، وأن يجتهد في صرف قلبه عن خطرات الرياء ووساوسه.
ولكن مجرد السعي لتحسين الصوت عند الأذان، لا يعتبر رياء؛ لأن هذا مطلوب شرعا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي رأى الأذان في نومه: { ... فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ ... } رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وقد أخذ منه أهل العلم استحباب أن يكون المؤذن ندي الصوت.
قال في تحفة الأحوذي في شرح الحديث: قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ: أَيْ أَرْفَعُ وَأَعْلَى صَوْتًا، وَقِيلَ أَحْسَنُ وَأَعْذَبُ، وَقِيلَ أَبْعَدُ. اهـ.
وانظر للأهمية الفتوى رقم: 70031 ، والفتوى رقم: 124588 .
والله أعلم.