الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على أثر مرفوع يعين الرجل المذكور، والظاهر أنه رجل من هذه الأمة التي جعل الله فيها الخير إلى يوم القيامة، وهو من أهل المدينة المنورة ـ حرسها الله ـ لقوله صلى الله عليه وسلم: فيخرج إليه يومئذٍ رجل وهو من خير الناس. رواه مسلم.
وفي صحيح البخاري مرفوعا: يأتي الدجال وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فيدخل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذٍ رجل، وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثه...
وقد قال بعض أهل العلم إن الرجل المشار إليه في الحديث هو الخضر ـ عليه السلام ـ قال الحافظ في الفتح: ذكر إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان الرَّازِيّ عَن مُسلم أَنه يُقَال إِنَّه الْخضر، وَكَذَا حَكَاهُ معمر وَجَمَاعَة، وَهَذَا إِنَّمَا يتم على رَأْي من يَدعِي بَقَاء الْخضر، وَالَّذِي جزم بِهِ البُخَارِيّ وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَآخَرُونَ من محققي الحَدِيث خلاف ذَلِك.
وقيل هو من أصحاب الكهف، وقيل غير ذلك، والظاهر أنه رجل من خيار هذه الأمة ـ كما أشرنا ـ وقوله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين. رواه مسلم.
لأنه قال: الحق في ذلك الموقف الرهيب وعند ذلك الظالم الكاذب الجائر.. وبين كذبه وبطلان ادعاءاته أمام الجموع.. فيمكن أن يكون أعظم الناس شهادة ممن يقتلهم الدجال أو غيره، ولم نقف على من قال إن معناه أنه أفضل من سيد الشهداء حمزة أو من غيره من شهداء الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فهؤلاء لهم مراتب الشهادة العليا وشرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الحاكم وغيره مرفوعا: سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب.. الحديث صححه الألباني.
وفي رواية: أكرم الشهداء يوم القيامة..
وفي الحديث المتفق عليه:.. لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه.
والله أعلم.