الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المقصود أنك قد سمعت بعض الأذان وفاتك أوله، فإنك تحكي ما سمعت فقط، لأن الظاهر أن حكاية الأذان إنما تطلب في حق سامعه، كما يدل له قوله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. رواه مسلم.
وجاء في شرح الدردير المالكي: فإن سمع البعض اقتصر في الحكاية على ما سمع. انتهى.
وقال النووي في المجموع: مَنْ رَأَى الْمُؤَذِّنَ وَعَلِمَ أَنَّهُ يُؤَذِّنُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ لِبُعْدٍ أَوْ صَمَمٍ الظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا تُشْرَعُ لَهُ الْمُتَابَعَةُ، لِأَنَّ الْمُتَابَعَةَ مُعَلَّقَةٌ بِالسَّمَاعِ وَالْحَدِيثُ مُصَرِّحٌ بِاشْتِرَاطِهِ وَقِيَاسًا عَلَى تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، فَإِنَّهُ لَا يشرع لِمَنْ يَسْمَعُ تَحْمِيدَهُ. انتهى.
وإن كنت قد سمعت بداية الأذان وفاتتك متابعة بعضه, فإنك تبدأ من مقدمته وتأتي بما فاتك منه, ثم تكمل الباقي مع المؤذن فمتابعة المؤذن إذا فاتت يمكن تداركها بالقرب وقبل حصول الطول عند بعض أهل العلم, جاء في المجموع للنووي: من سمع المؤذن ولم يتابعه حتى فرغ لم أر لأصحابنا تعرضاً له، لأنه هل يستحب تدارك المتابعة، والظاهر أنه يتدارك على القرب ولا يتدارك بعد طول الفصل. انتهى.
والله أعلم.