الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على نصيحتك، وتواصلك، ونتفق معك في أن البعض قد يبالغ فيتجاوز في ذكر أضرار العادة السرية، حتى يذكر عمى البصر،...ونحو ذلك، وإن كان أصل الضرر موجوداً، بل ويتعلق بالجانب الصحي تعلقاً ما؛ فقد ذكرنا بالفتوى رقم: 2283 أن من شؤم هذه المعصية بعض الأضرار منها: ضعف الرغبة الجنسية بعد الزواج،-ولو على الأقل قلة الرغبة في التعامل مع الزوجة في مقابل الإصرار على الاستمناء- وكذلك تأثير ذلك على الانتصاب لدى الرجل، ومنها سرعة القذف الذي يفوت على الزوجة رغبتها فيؤثر على شهوتها تأثيراً بالغاً. وهذه أمور مشهودة، ويذكرها لنا كثير من السائلين، وهو نوع من النقص الصحي الذي يتجاوز ضرره عند من ابتُلي به كثيراً من الأمراض، وقد تتعقد معه الحياة الزوجية.
ولا شك أن الشرع إنما ينهى عما فيه مفاسد وأضرار؛ قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .[النحل:90].
قال السعدي في القواعد: إن الشارعَ لا يأمرُ إلا بما كانت مصلحتُه خالصةً أو غالبة، ولا ينهى إلا عما كانت مفسدتُه خالصةً أو غالبة. اهـ.
ولكن المفسدة تتعدى مجرد الضرر الصحي، وقد ذكرنا لكم بعض الأضرار، ولو كانت من جنس المباح المحض لأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها الشباب مع حاجتهم إليها؛ وراجع للفائدة الفتوى رقم:7170.
وراجع الاستشارتين:2118492 ، 2165222 من قسم الاستشارات من موقعنا، علماً بأن المُجيب طبيب مختص.
والله أعلم.