الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 169509، وتوابعها أن كتمان العلوم الدنيوية لا يدخل في الوعيد على كتمان العلم، وإن كان الأفضل بذلها.
وأما النتيجة فمقدرة، ولا يمنع ذلك الأخذ بالأسباب؛ فقد بينا في الفتويين: 62466، 226699 النهي عن ترك العمل، والاتكال على ما سبق به القدر، ولكن كتمان العلم سبب مكروه، بينما بذل العلم عبادة، والعبادة سبب التوفيق، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 243352، وتوابعها.
وإذا طلبت منك أمك شيئًا أثناء مراجعة الدروس؛ فالواجب عليك إجابتها؛ وقد تأثم بعدم إجابتها؛ كما بينا في الفتوى رقم: 76303 .
وإذا ضاق وقتك فيمكنك استئذانها بلطف في تأخير الإجابة لا سيما - إن لم يكن في تأخيرها ضرر - والعادة الغالبة أن الأم، والأب يحرصان على مصلحة أولادهما، ولو اعتادوا منهم البِّر؛ لعاونوهم، ولعل دعوة صالحة من أمك تنفعك أضعاف المذاكرة؛ فاتق الله، واحرص على إرضائها.
ولا شك أن صلاة الفريضة في أول وقتها أفضل من تأخيرها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 29747 إلا أنه ليس واجبًا.
وعليه، فيجب عليك أن تجيب أمك أولًا ثم تصلي، وللفائدة فقد بينا في الفتوى رقم: 98606 الواجب حال تعارض طاعة الوالدين مع صلاة الجماعة؛ فراجعها.
والله أعلم.