الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يمتنع أن تتزوج المرأة في الجنة بطليقها، أو بغيره إذا اشتهت ذلك، وكانت قد ماتت وليست في عصمة أحد. وانظري الفتوى رقم: 164177.
وإذا كان زواج المرأة برجل ما غير ميسور، فيبنغي ألا تشغل نفسها به، وأن تجتهد في صرف قلبها عن التعلق به، وعدم الاسترسال مع الخواطر، وإنما ينبغي أن تشغل وقتها بما يعود عليها بالنفع في دينها ودنياها. وانظري الفتويين التاليتين: 61744، 128669.
وننبه إلى أن أمور الآخرة لا تقاس على أمور الدنيا، فقد تشتهي المرأة في الدنيا أشياء ولا تشتهيها في الجنة، وبالعكس.
وأما كلام سماحة الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- فليس فيه تعرض لمسألة تمني الزواج برجل بعينه، وإنما خلاصته أن المرأة في الجنة إذا اشتهت أن يكون لها زوج، فإنها ستتزوج. وقد استدل- رحمه الله- بعموم القرآن الكريم كما جاء في أول كلامه.
فقد سئل رحمه الله: إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في الدنيا، أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة. فمن يكون لها؟
فأجاب: الجواب يؤخذ من عموم قوله تعالى: وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. ومن قوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة، فإنها إذا دخلت الجنة، فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال، وهم -أعني من لم يتزوجوا من الرجال- لهم زوجات من الحور، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا، واشتهت ذلك أنفسهم. وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة، أنها إذا اشتهت أن تتزوج، فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه لعموم هذه الآيات. انتهى.
وأما قول صاحب الروض: (القيام بها). فالظاهر أن معناه القيام بشؤون زوجته من نفقة، وصون، وستر ونحو ذلك.
والله أعلم.