الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في تاج العروس: المِرط، بالكسر، كساء من صوف، أو خز، أو كتان يؤتزر به، وقيل: هو الثوب، وقيل: كل ثوب غير مخيط.
والمرط يستخدم في البيت وخارج البيت، كما تدل عليه الأحاديث الواردة في إجابة سؤالك الثاني.
وعن السؤال الثاني: فإن المرط قد يستخدمه الرجال كما يستخدمه النساء، ويدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا. وفي الحديث كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الفَجْرَ، فَيَشْهَدُ مَعَهُ نِسَاءٌ مِنَ المُؤْمِنَاتِ مُتَلَفِّعَاتٍ فِي مُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ مَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ. متفق عليه.
والرجل إذا كان مضطجعًا في بيته قد يضع عليه من ثياب أهله، أو يكب فوقه ما يجد دون حرج، أو تكلف، سواء مرطًا أو برنوسًا.
وعلى فرض أن عثمان عرف أن المرط لعائشة - إذا قلنا إنه عرفه - فيمكن أن يكون ذلك لأنه لم يره على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، ولقرينة وجوده في بيتها - رضي الله عنها -.
وعن السؤال الثالث: فعثمان - رضي الله عنه - بطبيعته كان كثير الحياء، فربما خشي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا رآه مع أهله - وليس عليه الثوب الذي يخرج به للناس - أن يظن أنه ليس على استعداد لاستقبال الناس، فيمنعه ذلك من سؤال حاجته.
جاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي عند شرحه لحديث: غط فخذك، فإن فخذ الرجل من عورته. قال: إن هذا لا يناقضه خبر عائشة أن المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان مضطجعًا في بيته، كاشفًا فخذه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو كذلك، ثم عمر، وهو كذلك، ثم عثمان فجلس، فسوى ثيابه، وقال: ألا نستحي من رجل تستحي منه الملائكة؛ لاحتمال أن المراد بكشف فخذه أنه كان مجردًا عن الثوب الذي يخرج به للناس، وليس عليه إلا ثوب مهنة، وذلك هو اللائق بكمال حياته. اهـ
والله أعلم.