الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنريد أولا الإشارة إلى أن القرآن لا يحرم عند تلاوته تناول المأكولات، أو فعل شيء آخر غير التلاوة، وإنما كره أهل العلم قطع القراءة بالكلام مع الناس، معللين ذلك بأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه غيره. وأيدوا ذلك بما روي في الصحيح: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه. اهـ.
وفي خصوص الأذكار فلا حرج في عدم ترتيب قراءتها، أو قطعها ببعض الأعمال؛ لعدم ورود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يدل على لزوم الترتيب. وقراءة الأذكار لا يلزم فيها ما يلزم لقراءة القرآن، والأمر فيها واسع؛ وانظري الفتوى رقم: 242266. ولكن الأفضل والأكمل للمسلم إذا أراد قراءة الأذكار والأدعية أن يتفرغ لذلك، ويتهيأ له بالطهارة، واستقبال القبلة إن أمكن. قال النووي- رحمه الله- في الأذكار: ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات، فإن كان جالساً في موضع استقبل القبلة، وجلس مُتذلِّلاً، مُتخشعاً بسكينة ووقار، مُطرقاً رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه.." لقوله تعالى في وصف عباده أولي الألباب: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِم) (آل عمران: من الآية191).
ولما في الصحيحين عن عائشة- رضي الله عنها-قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.اهـ.
والله أعلم.