الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقّ الوالدين على الأولاد عظيم، وبرّهما من أعظم أسباب رضوان الله، كما أن عقوقهما من أكبر الكبائر. وإذا احتاج الوالدان للخدمة والرعاية فواجب على جميع الأولاد خدمتهما ورعايتهما، وانظري تفصيل ذلك في الفتوى رقم : 165663.
وإذا لم يحتاجا لرعاية أو خدمة، وكانا يستطيعان القيام بذلك بأنفسهما سقط عن الأولاد ذلك.
وعليه، فالذي ننصحكم به أن تجتهدوا في بر والديكم، وأن تتعاونوا على ما يحتاج إليه والداكم من الخدمة والرعاية ، وإذا كانت زوجة أخيكم تقوم برعاية والديكم، فإنها تستحق الشكر على ذلك، أما إساءة أخيكم إليكم فينبغي نصحه في ذلك، مع مراعاة حقه في الصلة، فإن صلة الرحم واجبة حتى لمن يقطعها، مع التنبيه إلى أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى : { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فصلت(34).
والله أعلم.