الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تسدد وتقارب وتبذل وسعك في تربية هؤلاء النشء، وتجتهد في الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في صلاحهم، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وأما الأولويات فأولى ما يتعلمه النشء هو معنى لا إله إلا الله وأن العبادة لا تصرف إلا له سبحانه، إذ لا ينفع ويضر ويعطي ويمنع إلا هو وحده لا شريك له، ثم تعلمهم الوضوء والصلاة وما يجب وجوبا عينيا على كل مكلف، وتعلمهم مكارم الأخلاق من الحلم والصفح والكرم والشجاعة والحياء ونحو ذلك، واستعن على ذلك بأهل الخير من المعنيين بتربية النشء، وكن قدوة صالحة لهم، فإن للقدوة أعظم الأثر في التربية وعلمهم بالأسلوب السهل الذي يفهمونه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مبينا لهم أنه ما عاش إلا لله تعالى وأن كل أقواله وأفعاله كانت لله سبحانه وحده لا شريك له ممتثلا قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الأنعام:162}.
واذكر لهم بالأسلوب الذي يفهمونه طرفا من قصص الصحابة والتابعين وبذلهم في سبيل نصرة هذا الدين وأنه كان أهم شيء بالنسبة لهم، فإذا تبين لهم أن خير جيل وهم الصحابة إنما عاشوا لإعلاء كلمة الله وإقامة دين الله كان هذا راسخا في نفوسهم مستقرا في قلوبهم فرجي أن يقتدوا بهم في ذلك.
والله أعلم.