الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحكم بالتعوذ والتحصن من السحرة بالمواظبة على الطاعات والأذكار، ويشرع لكم الشكوى للمحكمة الشرعية إن تيقنتم من إيذاء هذا الرجل لكم بالسحر لتردعه عنكم وعن غيركم، ولكن الأولى بكم هو قبول الصلح الذي سعى فيه أقرباؤكم ـ إن أمنتم ضرره ـ فإن الأرحام والأقارب يتعين عليهم السعي في تفادي تفاقم المشاكل التي يمكن أن تقع بينهم، والحرص على الصلح بينهم، إن أمكن ذلك، وقد صرح الفقهاء بأن القاضي يندب له حث الخصوم على الصلح، ويجب إذا خاف تفاقم المشكلة، قال صاحب الكفاف وهو مالكي في باب القضاء:
بالصلح مر الأرحام والأكارما * ندبا وحتما إن تخف تفاقما.
وقال ابن عاصم في التحفة:
والصلح يستدعي له إن أشكلا * حكم وإن تعين الحق فلا
ما لم يخف بنافذ الأحكام * فتنة أو شحنا أولي الأرحام.
وأما موضوع صعوبة ثبوت السحر فهو صحيح، ولذا حرم الشارع الاتهام بالسحر من غير بينة، وراجع للاطلاع على البسط في موضوع تفادي خطر السحر وطرق العلاج منه، الفتاوى التالية: 2244، 5252، 26787.
والله أعلم.