المبالغة في صفات الخاطب مسلك غير مأمون

11-5-2014 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة قاربت الثلاثين عاما، ولم أتزوج بالرغم من أنه قد تقدم لخطبتي كثيرون، لكنهم غير مناسبين لي، ولم يحدث نصيب بيني وبين أي شخص، حتى وإن كان الشخص مناسبا تفسد الخطبة قبل أن يبدأ أي شيء، وتقول أمي إنني السبب في ذلك، وإن الله يعاقبني لأنني في وقت كنت شديدة الغضب، فدعوت على نفسي ألا أتزوج، وأن أبقى عانسا (مع العلم أنني أعلم أن من ماتت ولم تتزوج، فهي من الحور العين؛ لذلك كنت أفضل أن أبقى بدون زواج) ولكن ندمت على هذا الدعاء، وتصدقت، وصليت، وصمت بنية أن يسامحني الله، ويرزقني الزوج الصالح.
فهل علي إثم الآن؟
وماذا يجب علي أن أفعل؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا نعلم دليلاً من الشرع على أنّ المرأة التي تموت دون أن تتزوج، تكون من الحور في الجنة، وإنما ذكر أهل العلم أنّ المرأة الصالحة سواء تزوجت أو ماتت قبل أن تتزوج، فإنها تكون في الجنة خيراً من الحور؛ وانظري الفتوى رقم: 247411
وما كان ينبغي لك أن تسألي الله ألا تتزوجي وأن تبقي عانساً، فالزواج في الأصل مندوب إليه شرعاً، والعزوف عنه مخالف للشرع.

  قال العيني –رحمه الله-: فإن النكاح سنة الأنبياء والمرسلين، وفيه تحصيل نصف الدين، وقد تواترت الأخبار والآثار في توعد من رغب عنه، وتحريض من رغب فيه. اهـ.

 وقال ابن قدامة –رحمه الله-: النكاح من سنن المرسلين، وهو أفضل من التخلي منه لنفل العبادة. اهـ.

وما دمت رجعت عن ذلك، فلا حرج عليك –إن شاء الله- ولا يلزمك شيء بخصوص ذلك، لكن الذي ننصحك به أن تسألي الله أن يرزقك زوجاً صالحاً.

وإذا تقدم إليك من ترضين دينه، وخلقه فلا تترددي في قبوله، فإنّ تكرار رفض الخطاب، والمبالغة في الشروط المطلوبة في الخاطب، مسلك غير مأمون العواقب؛ وانظري الفتوى رقم: 104869
كما ننبهك إلى أنّه لا حرج على المرأة في عرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281
 والله أعلم.

www.islamweb.net