الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسائل الخلاف المشهورة بين أهل السنة والروافض - كالخلافة، والإمامة، والعقيدة في الصحابة - لم يخالف فيها الأشاعرة، بل وافقوا فيها الحق، وردوا فيها على المبطلين، وكان لهم في ذلك مقامات محمودة؛ ولذلك إذا أطلق لقب السنة في مقابلة الروافض كان الأشاعرة منهم بلا شك، ولهذا التقسيم أصل في كلام أهل العلم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كان في كلامهم ـ يعني الأشاعرة ـ من الأدلة الصحيحة، وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة، والحديث، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة، والرافضة، وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة، والرافضة، ونحوهم. اهـ.
وجاء في كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: يؤمن متأخرو الأشاعرة ببعض الأفكار المنحرفة عن عقيدة أهل السنة والجماعة ... وعمومًا فإن عقيدة الأشاعرة تنسب إلى عقيدة أهل السنة والجماعة بالمعنى العام في مقابل الشيعة .. وإنهم ليحمدوا على مواقفهم في الدفاع عن السنة والحق في وجه الباطنية، والرافضة، والفلاسفة. اهـ.
وقال الدكتور سفر الحوالي في منهج الأشاعرة في العقيدة: مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
1) المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة، فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة ...
2) المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة، وأهل الأهواء، وهو الأكثر استعمالًا، وعليه كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل: إنه صاحب سنة، أو كان سنيًّا، أو من أهل السنة، ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية، كالخوارج، والمعتزلة، والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى، وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة. اهـ.
والله أعلم.