الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الألوسي في روح المعاني عند تفسيره لهذه الآية أن كلمة: "ساهُونَ" أي غافلون غير مبالين بها حتى تفوتهم بالكلية، أو يخرج وقتها، أو لا يصلونها كما صلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسلف، ولكن ينقرونها نقرًا، ولا يخشعون، وينجدون فيها ويتهمون، وفي كل واد من الأفكار الغير المناسبة لها. يهيمون فيسلم أحدهم منها ولا يدري ما قرأ فيها. اهـ.
وللسلف أقوال كثيرة في مدلول هذا السهو: قيل: الالتفات يمينًا ويسارًا، وقيل: عدم مبالاة المرء أصلَّى أم لم يصلِّ. وقيل معناه: لا يدري عن أي قدر انصرف أشفع هو أم وتر. وفسره بعضهم بتركها، والمراد أنهم كالمتسمين بسمة أهل الصلاة فقط.
وقال صاحب تفسير فتح البيان في مقاصد القرآن: قال الواحدي: نزلت في المنافقين الذين لا يرجون بصلاتهم ثواباً إن صلوا، ولا يخافون عليها عقابًا إن تركوها، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، وإذا كانوا مع المؤمنين صلوا رياء، وإن خلوا بأنفسهم لم يصلوها. اهـ.
وذكر في أضواء البيان أن الأمر يعني المنافقين على التحقيق.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين المستحقين لنيل المثوبة عليها، بفضله وكرمه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والله أعلم.