الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنما يعرف تدين الفتاة بالسؤال عنها، وعن أسرتها، فإذا أثنى عليها من يعرفونها خيرًا، وذكروها بالدين والصلاح فهي التي ينبغي الإقدام على خطبتها دون غيرها، وغير المحجبة ليست من ذات الدين التي يحرص عليها، ولا يغرنك الشيطان بأن هذا الأمر يمكن تحصيله فيما بعد، فإن العبرة في التدين بحال الشخص الذي هو عليه الآن، لا بما يرجى أن يصير إليه.
وأما العمل فلا ينافي كون المرأة متدينة إن كان عملًا مباحًا، ليس فيه اختلاط محرم بالرجال، ولا تعرض للفتن، وإن كان قرار المرأة في بيتها هو الأولى بها، والمهم أن تكون الفتاة المخطوبة معروفة بالديانة، والحفاظ على ما افترض الله، والكف عما حرم الله، وانظر الفتوى رقم: 8757.
وكونك تريدها جامعية مما لا حرج فيه، فإن مراعاة التقارب في المستوى الاجتماعي مما يبعث على المودة، ويقوي آصرة الزوجية، غير أن أهم ما تحرص عليه هو الدين، والاستقامة، فلا تقدم على هذا الأمر شيئًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك.
والله أعلم.