الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القلم مرفوع عن المكلف حال النوم ولا يحاسب على ما جرى فيه، لما في الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ... الحديث.
وسبق بيان ذلك بالأدلة في الفتوى رقم: 94807، وما أحيل عليه فيها.
وأما عما يحصل بين النوم واليقظة: فإن من فعل ذلك مدركا لما يفعل ـ وهذا قد يحصل في النوم اليسير وقد يحصل في بداية الاستيقاظ ـ فهو مؤاخذ به، وأما إن فعل من غير شعور ولا إدراك منه، فلا شيء عليه، وننصحك بأن تبادر بالزواج إن أمكنك، فإن الزواج هو المسلك الملائم للفطرة وللشرع، وهو أنجع الوسائل المساعدة على العفة وتحصين الفرج وغض البصر بالنسبة لمن يستطيع مؤونة الزواج، ومن لم يستطع مؤونة الزواج وتكاليفه فعليه أن يستعين بصوم النفل حتى يقمع شهوته، ويدل لذلك ما في حديث الصحيحين: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وقد وعد الله تعالى من تزوج رغبة في العفة بالإعانة والغنى، فقال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.
وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي، والنسائي، وأحمد، وابن ماجه، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
وقد سبقت لنا فتاوى في شأن العادة السرية تنيف على المائة فراجعها، ففيها بيان الحكم ووسائل العلاج، وهناك رسالة مهمة موجودة على الإنترنت في موقع رسالة الإسلام، واسمها: الانتصار على العادة السرية ـ وهي دراسة أعدها رامي خالد عبد الله الخضر، وقد بين فيها كثيرا من الوسائل العملية للوقاية والعلاج.
والله أعلم.