الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه النذور إنما هي من نوع نذر اللجاج والغضب، وحكمه أنه لا يتحتم الوفاء به على الراجح، وإنما يخير الناذر بين الوفاء به، وبين التكفير عنه، وكفارة النذر ككفارة اليمين، وانظر الفتاوى: 17762، 214912، 38872 وإحالاتها.
وعلى هذا فإذا فعلت المعصية قبل انقضاء المدة التي نذرت تركها فيها، فقد وجب عليك إما الوفاء بالنذر، وإما إخراج الكفارة، ولا يعني هذا أن المعصية قد صارت مباحة في حقك، وإنما هي محرمة بأصل الشرع، فيجب عليك المبادرة بالتوبة منها، ومن سائر المعاصي، وانظر الفتوى رقم: 10800.
وإذا اخترت التكفير: فعند أكثر أهل العلم يلزمك كفارة عن كل نذر من تلك النذور، وعند بعضهم تجزئك كفارة واحدة، جاء في الموسوعة الفقهية: لا خلاف في أن من حلف يمينًا فحنث فيها، وأدى ما وجب عليه من الكفارة أنه لو حلف يمينًا أخرى وحنث فيها تجب عليه كفارة أخرى, ولا تغني الكفارة الأولى عن كفارة الحنث في هذه اليمين الثانية، وإنما الخلاف فيمن حلف أيمانًا وحنث فيها, ثم أراد التكفير, هل تتداخل الكفارات فتجزئه كفارة واحدة؟ أو لا تتداخل، فيجب عليه لكل يمين كفارة؟ فإن الكفارات تتداخل على أحد القولين عند الحنفية، وأحد الأقوال عند الحنابلة, ولا تتداخل عند المالكية، ولا الشافعية ... ومثل الحلف بالله الحلف بالنذور. اهـ. وانظر الفتويين: 8226 ، 11229.
والله أعلم.