الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالنسبة لسحب المخاط من الأنف إلى داخل الفم وابتلاعه ـ عمدا ـ سواء وصل المخاط إلى خارج الأنف أم لا؟ فمختلف في حكمه، فقد قال بعض أهل العلم أنه غير مبطل للصيام, خلافا للبعض الآخر, جاء في الدر المختار وهو حنفي: أو دخل أنفه مخاط فاستشمه فدخل حلقه، وإن نزل لرأس أنفه كما لو ترطب شفتاه بالبزاق عند الكلام ونحوه فابتلعه، أو سال ريقه إلى ذقنه كالخيط ولم ينقطع فاستنشقه ولو عمدا، خلافا للشافعي في القادر على مج النخامة فينبغي الاحتياط. انتهى.
وفي حاشية ابن عابدين على الدر المختار: قوله: أو دخل أنفه، الأولى أو نزل إلى أنفه، قوله: وإن نزل لرأس أنفه، ذكره في الشرنبلالية أخذا من إطلاقهم، ومن قولهم بعدم الفطر ببزاق امتد ولم ينقطع من فمه إلى ذقنه ثم ابتلعه بجذبه، ومن قول الظهيرية: وكذا المخاط والبزاق يخرج من فيه وأنفه فاستشمه واستنشقه لا يفسد صومه. اهـ.
وراجعي المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة, وذلك في الفتوى رقم: 185461.
أما إذا كان ابتلاع المخاط من غير قصد, فإنه لا يبطل الصيام, كما سبق في الفتوى رقم: 180227.
والله أعلم.