الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت مصابا بالوسوسة فأعرض عن الوساوس ولا تلتفت إليها، وإن كنت متحققا من تنجس رأس الذكر بالبول على ما ذكرت فإن ما يلاقيه من المني ينجس بذلك، وقد ذكر الفقهاء أن مني المستجمر ينجس لملاقاة ما على رأس الذكر من البول، فأولى منه من لم يستنج ولم يستجمر، قال البجيرمي: "وَيَنْجُسُ الْمَنِيُّ مِنْ الْمُسْتَنْجِي بِالْأَحْجَارِ، وَلِهَذَا حَرُمَ عَلَى الْمُسْتَنْجِي الْمَذْكُورِ أَنْ يُجَامِعَ زَوْجَتَهُ؛ لِأَنَّ الْعَفْوَ عَنْهُ بِالنِّسْبَةِ لِنَفْسِهِ فَقَطْ" انتهى، وإذا علمت هذا؛ فإن هذا المني قد تنجّس، ومن ثم نجّس ما لاقاه من بدنك أو ثوبك أو غير ذلك، وأما ما تشك في ملاقاته له فالأصل طهارته، فلا يحكم بنجاسته بمجرد الشك.
والله أعلم.