الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيشكر لك هذا الاحتياط والتثبت، لكن ما ذكرته من الحرص على أن يكون نشاط الشركة التي تساهم فيها حلالا خالصا لا يكفي، بل لا بد مع ذلك على الراجح من أقوال أهل العلم ألا تكون الشركة تقترض بالربا أو تقرض به، فلا يجوز شراء أسهم شركة تتعامل بالربا، ولو كان نشاطها الأصلي مباحاً، وبهذا صدر قرار المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ونصه: الأصل حرمة الإسهام في شركات تتعامل أحياناً بالمحرمات، كالربا ونحوه بالرغم من أن أنشطتها الأساسية مشروعة. اهـ.
وللمزيد حول ذلك وتفصيل الأقوال في المسألة انظر الفتوى رقم: 66665.
وعليه، فلو كانت الأسهم نقية كأن تكون من شركة نشاطها الأصلي مباح ولا تتعامل بالربا، فلا حرج عليك حينئذ في شراء أسهما وبيعها، واحرص على الحلال وابتعد عما اشتبه أمره، ولن يفوتك مما كتب لك شيء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. وهو في الحلية لأبي نعيم عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه من طريق ابن مسعود.
وراجع للمزيد وفي حكم العقود الآجلة الفتاوى رقم: 114862.
والله أعلم.