الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، وشروط التوبة هي: الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله.
فما دمت قد قطعت علاقتك بتلك الفتاة، وعزمت على عدم معاودة هذا الفعل المنكر مرة أخرى، وندمت على تقصيرك، وتفريطك في حق ربك تعالى، فإن هذه توبة صحيحة، مقبولة إن شاء الله، فعليك أن تكثر من الاستغفار، والندم الشديد على ما فرط منك، وأن تجتهد في فعل الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأحسن ظنك بالله تعالى، واعلم أنه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فمهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله للتائب أعظم، ورحمته به أوسع.
فأقبل على الله، وبدل سيئاتك حسنات، واجتهد في مرضاته سبحانه، وابتعد عن أسباب الفتنة والشر، ثم أحسن ظنك به سبحانه، واعلم أن توبتك متى صدقت، رجعت كمن لم يقع منه الذنب أصلا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.
والله أعلم.