الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يصح أن يقال: إن الإنسان مخير أو مسير، لأنه مخير ومسير.
فهو مسير لما خلق له، ومخير، لأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً، فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع، وانظر الفتوى رقم:
4054أما الكتاب الذي يكتب عند نفخ الروح ففيه سعادة المرء وشقاوته، وكل ميسر لما خلق له من الأعمال التي هي سبب لذلك.
فعن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "
ما منكم من أحد وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ." قال رجل :
يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا، وندع العمل؟ فمن كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى أهل الشقاوة؟ قال : " أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء ثم قرأ: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى رواه البخاري.
أما تكليم الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو لموسى عليه السلام فليس لنا أن نبحث عن كيفيته، ولا بأي لغة كان، فالله أعلم بذلك.
ولكن نؤمن أن الله تعالى كلمهما تكليماً صحيحاً بلا واسطة، وقد روي عن كعب الأحبار ومحمد بن كعب القرطبي أن الذي سمع موسى كان أشد ما يسمع من الصواعق، وفي رواية أخرى كالرعد الساكن، ولكن كل هذا من الإسرائيليات التي لا تقوم بها حجة.
والله أعلم.