الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء، والعافية.
وبخصوص الوسواس: فننصحك بما ننصح به كل مصاب بهذا الداء، وهو الإعراض التام عنه، وعدم الالتفات إليه مطلقا، مع الدعاء، والالتجاء إلى الله تعالى ليصرفه عنك؛ وانظري - لمعرفة سبل التخلص منه - فتوانا رقم: 51601
أما عن السلس الذي بك: فقد بينا في فتاوى عديدة، أن صاحب السلس إذا علم أن حدثه ينقطع في أثناء وقت الصلاة، زمنا يتسع لفعل الطهارة، والصلاة، لزمه الانتظار حتى يأتي ذلك الوقت، فيصلي فيه، سواء كان انقطاع الحدث في أول الوقت، أو وسطه، أو آخره.
وأما إن كان هذا الانقطاع غير معلوم، فإن له أن يصلي متى شاء من الوقت، وانظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 136434- 137403 - 138435
ثم إنه بالنسبة للبول خاصة، لا بد لك من التحفظ منه، وذلك بشد خرقة أو نحوها على الموضع، حذرا من انتشاره في الثياب، وفي لزوم إعادة الشد والتعصيب لكل صلاة، خلاف، وقال الحنابلة إن ذلك لا يلزم، كما ذكرنا في الفتوى الأخيرة من الفتاوى المحال عليها آنفا.
واعلمي أن كل ما ذكر من أحكام صاحب السلس هو مذهب الجمهور، وهو المفتى به عندنا ، وللمالكية قول خاص بهم في شأن صاحب السلس، بيناه تفصيلا في الفتوى رقم: 75637
ولا حرج في العمل به للحاجة، وليس ذلك من تتبع الرخص المذموم شرعا، كما بينا في الفتوى رقم: 134759
والله أعلم.