الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من سؤالك أن الوسوسة قد بلغت بك حدا كبيرا، وعلى أية حال، فإنه لا إثم عليك ولا استهزاء فيما ذكرت واعلمي أن دواء هذه الوساوس بالإعراض عنها بالكلية، كما قال الهيتمي، فاصرفي ذهنك عن التفكير في هذه الأمور والاسترسال مع الخواطر التي تخطر لك بشأنها، وأشغلي وقتك بما ينفع من تعلم علم نافع، والقيام بعمل صالح أو تسلية مشروعة، وابتعدي عن الجلوس وحدك، وأكثري من مطالعة كتاب الله تعالى وكتب الحديث والسنة، والاشتغال بالذكر كلما خطرت الوساوس بقلبك، وقد سئل ابن حجر الهيتمي ـ رحمه الله ـ عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها، وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته، وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته. اهـ.
وانظري الفتوى رقم: 51601.
وانظري لبيان ضابط الاستهزاء الفتوى رقم: 137818.
والله أعلم.