طلاق المغلوب على نفسه

15-9-2014 | إسلام ويب

السؤال:
فضيلة الشيخ: ما رأيكم فيما نفعل ‏الآن هل صواب أم لا: ‏
‏ نحن من سألنا سابقا عن رجل ‏عادي، طبيعي، لكن إذا وقع في ‏مشكلة، أو ضايقه شخص، أو شيء ‏مثل جو شديد الحرارة يضطرب. ‏زوجناه، لكن أحيانا عندما يشعر ‏بالضيق، أو أي شخص يستفزه ‏تسارع الأفكار، وتقول له قل كلمات ‏الطلاق، وتحاصره مما يجعله يقول ‏ألفاظ الطلاق الصريح، أو يشك أنه ‏قالها. وعندما يحاول منع نفسه من ‏الكلام، تحاصره الأفكار، ويضطرب ‏كثيرا عندما يحاول أن يقول لنفسه ‏لن يقع؛ لأن وسواس الأفكار التي ‏في نفسه تقنعه بأنه لن يرتاح إلا إذا ‏قالها حقيقة، حتى يقع الطلاق؛ لأن ‏منع نفسه من الطلاق هو الذي ‏يسبب له الخوف، والضيق، بعدها ‏يقول ألفاظ الطلاق. بعد أن يهدأ لا ‏يتذكر، ويشك ماذا قال، أو لم يقل، أو ‏حديث نفس، أو فعلا قال ألفاظ ‏الطلاق حقيقة حتى يرتاح. ‏
عندما يختلف مع زوجته في أي ‏موضوع، أو ترفع صوتها عليه ‏بسرعة، تقفز فكرة الطلاق إلى ذهنه، تقول له بسرعة: قل ألفاظ ‏الطلاق؛ لأنها أساءت إليك، فلا يعلم ‏هل حقيقة أم وسواس هل قال أم لا؟
‏أحيانا يسألها: ماذا كنت أقول؟ ‏ لقد نسيت، فتقول له الكلام، فلا ‏يجد ألفاظ الطلاق، فيبني على أنه لم ‏يقل شيئا، ولا يلفت نظرها، ولا يذكر ‏أبدا أنه يبحث عن ألفاظ طلاق، ‏وأحيانا أخرى لا يسألها ماذا قال ‏لئلا تشك، وتهيج، فيكتفي بأنها لم ‏تقل له إنها سمعت شيئا حتى لا يلفت ‏نظرها، فتثور، وتسبب مشكلة طالما ‏لم تقل له إنك قلت، فيسكت، ويعتبر ‏أنه لم يقع طلاق.‏
عندما نسأل المفتين، والشيوخ، ‏يحدث اختلاف في مرات عديدة، لا ‏نعلم هل ما قال كله وسواس أم ‏بعضه يمكن أن يكون حقيقة، حتى ‏يشفي غليله من الاضطراب، أو ‏تمادى مع الموضوع عمدا، نتيجة ‏الضيق والاضطراب، والخوف أو أن ‏زوجته استفزته، فنطق غِلا، وأوقع ‏فعلا الطلاق.‏
يعني ألفاظ الطلاق تخرج نتيجة إذا ‏خاف، أو تضايق، يستغل الوسواس ‏ذلك، ويقنعه بالتلفظ بألفاظ الطلاق، أو ‏نتيجة ضغط زوجته، وهو يحاول ‏تغيير الموضوع إذا استفزته؛ لأنه ‏فقط يعلم أنه موسوس، وبعد ذلك ‏يقول له فعلت ذلك عمدا، قلت أكثر ‏من مرة غِلا، إذن وقع الطلاق، لكن ‏زوجته لا تقول له أنت قلت، فيعتبر ‏أنه لم يقل، ولم يقع طلاق؛ لأن نفسه ‏تقول: كان يمكن أن تتفادى ذلك، لكن ‏أنت فعلت ذلك حتى تشفي غلك مما ‏يجعلنا نحتار. هل هو طلاق حقيقي أو ‏وسواس؟
‏ الآن اكتفينا بأنه موسوس، ولم تقل ‏زوجته إنه قال شيئا، فاعتبرنا ذلك ‏حديث نفس. ‏
يعني بما أنها لم تقل، نعتبر ذلك حديث ‏نفس، وأنه لم يقل شيئا. وسألناكم في الاستشارات، قالوا اسأل ‏طبيبا، فقال ليس فيه شيء، شخص ‏عادي والحمد لله.‏
أم نلفت نظرها، ونسألها لكن يمكن ‏أن تهيج، وتشك، ولا نعلم كيفية ‏التصرف. فأخذنا برأي شيخ قال: ‏طالما لم يقل لها، أو لغيرها، فهو ‏حديث نفس: (إنما النجوى من ‏الشيطان..) الآية.‏
نسأل حتى لا يكون علينا وزر، ‏وقد تزوج بعلمنا أن عند وسواس ‏طلاق.‏

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يحكم عامة أهل العلم بوقوع الطلاق إلا إذا أتى الزوج بألفاظ الطلاق؛ لأن الطلاق من عوارض الألفاظ، ‏فلا يقع بمجرد حديث النفس مهما اشتد اضطرابها، وينظر في حكم حديث النفس بالطلاق الفتوى رقم: 20822.

وإذا شك الرجل بسبب حالته النفسية هل تلفظ بالطلاق أم لم يتلفظ به، فلا يقع ‏الطلاق مع الشك فيه؛ لأن الزواج قد انعقد بيقين، فلا يُحلّ بشك، سيما وقد أكدت زوجته عدم نطقه بالطلاق حيث ‏سألها عنه. وينظر في طلاق الشاك الفتوى رقم: ‏‏134958.‏
علما بأنّ تلفظ الزوج بالطلاق الصريح لا يوقعه؛ إلا أن يكون في كامل وعيه وتمام ‏اختياره، فإذا تلفظ بالطلاق بغير اختياره، بل كان مغلوبا على أمره بسبب حالته النفسية، فلا يقع طلاقا؛ لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، ‏وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. رواه ابن ماجه وصححه الألباني، كما أنه إذا أتى بلفظ الطلاق وهو لا يعي ما يقول ‏بسبب الحالة النفسية التي تعرض له، فلا أثر لطلاقه؛ لأن القلم مرفوع عنه كطلاق النائم، والمغمى عليه. وينظر في ‏طلاق الموسوس الفتوى رقم: 118645، وفي طلاق المغلوب على عقله الفتوى رقم:56096.‏
‏والله أعلم.

www.islamweb.net