الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا ندعو الأخت السائلة إلى عدم القلق مما سمعت، لأن كل شيء يحصل في الكون إنما هو بقضاء الله وقدره، وليس لأحد من الخلق فيه أمر ولا نهي، قال تعالى عن نفسه: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]. وقال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49]. وقال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان:2]. ولو أن الله تعالى قضى على العبد شيئاَ فحاولت جميع الخلائق دفعه أو رفعه لما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، قال تعالى: قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ [الزمر:38]. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الداعية إلى حسن التوكل على الله، وتصفية القلب من الخوف من غيره سبحانه وتعالى.
ثم لتعلمي أيتها السائلة أن الله تعالى ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن القرآن فيه شفاء للمؤمنين فقال: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً [الإسراء:82].
وقد سبق بيان ذلك مع كيفية الاستشفاء بالقرآن في الفتاوى التالية أرقامها: 5252 - 1858 - 1257 - 7087 - 20082. لكننا نحذر الأخت السائلة -شفاها الله- من الذهاب إلى السحرة والكهنة والعرافين، لما في ذلك من إضعاف للعقيدة، ورقة الدين، ولكن عليك بالقرآن ففيه نفع عظيم، وخير كثير، لا يعرفه إلا من جربه وآمن به، ولمعرفة علامات السحرة وغيرهم من أهل الفساد في هذا الجانب راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 6347 - 25592 - 5856.
والله أعلم.