الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد النهي عن سفر المرأة من غير أن يكون معها زوج أو محرم، دلت على ذلك كثير من نصوص السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوضحنا طرفا منها في الفتوى رقم: 6219.
وغير البالغ لا يعتبر محرما شرعا بحيث يجوز للمرأة السفر معه، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 6744.
وتأثم المرأة إن سافرت بغير محرم لغير ضرورة، وما ذكره الإمام المشار إليه بالسؤال لا يصح، فلا تأثير لمدة السفر على الحكم، ولا تأثير كذلك للوسيلة التي ستسافر بها المرأة، وكونها سيودعها في المطار زوجها، وسيستقبلها في المطار الآخر أحد محارمها، فالمطلوب وجود المحرم أثناء السفر، ولا يشترط المحرم داخل البلد، وقد نبهنا إلى أن المخاطر تظل قائمة ولو سافرت المرأة بالطائرة، فقد تجلس بجوار أجنبي، وقد تغير الطائرة وجهتها، وتنزل اضطرارا في مكان آخر، ومن هنا يعلم حكمة الشرع في منع المرأة من السفر بغير محرم، فالواجب امتثال أمره، وينبغي الصبر حتى يتيسر الأمر وتتمكن المرأة من السفر مع زوج أو محرم، ومن نعمة الله على الناس أن يسر لهم سبل التواصل عبر وسائل الاتصال الموجودة الآن مع إمكانية الرؤية، مما يجعل الإنسان كأنه يعيش بين أهله.
والله أعلم.