الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كانت الأخطاء التي يقع فيها الإمام من اللحن في القراءة والإسراع في الركوع والسجود لا تصل إلى حدٍّ تبطل به الصلاة، فإنه ينبغي لك أن تحافظ على الصلاة في المسجد حتى تنال ثواب صلاة الجماعة، وثواب السعي إلى المسجد وتحفظ نفسك من الضياع، ولا يجوز لك التخلف عن الجماعة والحال هذه إن كنت لن تصلي في جماعة أخرى ولو في البيت، ونحن على علم بأن المحافظة على الصلاة في المسجد في بلاد الغرب من أعظم الأسباب المعينة على الاستقامة، وأن كثيرا ممن يترك المساجد يؤول حاله إلى ما لا تحمد عقباه من الانتكاسة والتفريط في الفرائض والوقوع في المحرمات، كما أن الصلاة في جماعة المسجد واجبة في قول كثير من الفقهاء، ولأجل كل هذه المعاني فإنه ينبغي لك أخي السائل أن تجتهد في المحافظة على الصلاة في المسجد ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإنه أعظم لأجرك، وأحفظ لدينك، وأبعد لك عن الشيطان، وفي الحديث الصحيح: فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ الذِّئْبَ يَأْكُلُ الْقَاصِيَةَ. قَالَ السَّائِبُ ـ أحد رواة الحديث: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ الْجَمَاعَةَ فِي الصَّلَاةِ ـ رواه أحمد وأبو داوود.
والمعنى أَن الشيطان يَتَسَلَّط عَلَى مَنْ يَعْتَاد الصَّلَاة بِالِانْفِرَادِ وَلَا يُصَلِّي مَعَ الْجَمَاعَة، وما ذكرته من أنهم يقرؤون كتابا فيه أحاديث ضعيفة أو موضوعة لا يبرر التخلف عن جماعة المسجد، وتضييع الأجور العظيمة المترتبة على عمارته وتعريض نفسك لخطر تسلط الشيطان.
وأما إذا كانت أخطاء الإمام تصل إلى حد بطلان الصلاة بأن يكون يلحن في الفاتحة لحنا يحيل المعنى أو يبطله أو يسرع إسراعا يخل بالطمأنينة التي هي ركن في الصلاة، فإنه يتعين عليك عدم الاقتداء به، ولتحرص على أداء الصلاة جماعة ولو في البيت مع أهل بيتك، وانظر الفتوى رقم: 186469، عن حد اللحن الذي يبطل الصلاة.
والله أعلم.