الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالراجح في جوزة الطيب أنها نجسة، فالواجب تذكير من يستخدمها في الطعام بتحريم ذلك، وكما ينبغي حث العلماء والدعاة على التنبيه على هذه المسألة، والظن بكثير من المسلمين أنهم يتورعون عنها، إن علموا بحرمتها.
وإذا علمت أن طعاما ما وضع فيه شيء منها فلا تستعمله، وكذلك إذا غلب على ظنك ذلك، أما مجرد الشك فلا اعتبار به في الطعام، لما هو معلوم عند الفقهاء من أن الطعام لا يطرح بالشك. وللفائدة راجع الفتاوى رقم: 220687 ، 117865 ، 120466 .
فحاول أن تطهو طعامك بنفسك، أو يطهوه لك غيرك ممن تثق به، أو تأكل الأصناف التي لا يوضع فيها جوزة الطيب، فطيب المطعم تترتب عليه آثار حميدة كثيرة تستحق أن يبذل المرء جهدا وتضحية لكسبها، يكفي أن منها استجابة الدعاء.
وأما ما ذكرت من أثر عمر: فلعلك قصدت ما رواه مالك، وعبد الرزاق، وغيرهما: عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن عمر بن الخطاب خرج في ركب، فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضا، فقال عمرو بن العاص لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع ؟ فقال عمر بن الخطاب: " يا صاحب الحوض لا تخبرنا، فإنا نرد على السباع، وترد علينا " فليس فيه ذكر الكلاب، ثم إن هذا الأثر، لا يدل على ما ذكرت، ولكن حمله جمع من العلماء على طهارة آسار السباع، كما بينه ابن قدامة -رحمه الله- في الكافي.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ في كتاب الطهور: وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ, فَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ, لَا يَرَوْنَ بِسُؤْرِهَا بَأْسًا. انتهى.
والله أعلم.