الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اطلعنا على أسئلتك السابقة، وتبين لنا أنك أسيرة للوساوس، وخاصة فيما يتعلق بالوقوع في الكفر والردة عن الإسلام. والشيطان للإنسان -وللمؤمن خاصة- بالمرصاد، فقد يحاول أن يوقع الشكوك والوساوس في قلبه، ليضطرب أمره، ويفسد عليه دينه، فعلى المؤمن أن يغيظ الشيطان بمدافعة هذه الخواطر، وأن يستعيذ بالله منه، ومن كيده. روى البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه، فليستعذ بالله، ولينته. فإذا دفع المؤمن هذه الخواطر لم تضره؛ ففي مسند أحمد، وسنن أبي داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: إن أحدنا يجد في نفسه -يعرض بالشيء- لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به. فقال: « الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة ».
والذي يؤكد لنا أن هذه وساوس؛ أنك تخافين الوقوع في الكفر، وتستعيذين بالله منه، بل وأنك تجتهدين في محاولة التمسك بالدين، والاستقامة على طاعة رب العالمين.
فالمطلوب منك: الإعراض عن هذه الوساوس تماما، والعمل على علاجها بما ورد في نصوص الشرع، وقد بيناها في الفتوى رقم: 3086.
وبخصوص وساوس الصلاة؛ راجعي الفتويين التاليتين: 233566، 8053.
والله أعلم.