الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك من الهداية والالتزام بدينه الحنيف، ونسأله سبحانه أن يصلح حالك وحال بلادك وسائر بلاد المسلمين.
ونفيدك بأن الواجب عليك الآن أن تتحرى مقادير ما عليك من ديون بقدر استطاعتك، فتجتهد لتوصل ما استطعت منها إلى أصحابها أو إلى ورثتهم إن كانوا قد توفوا، وأما من جهلته منهم أو يئست من إيصال المال إليه أو إلى ورثته، فعليك أن تتصدق بها عنه، وانظر الفتوى رقم: 199879، وما أحيل عليه فيها.
وإذا كنت لا تستطيع سداد تلك الديون الآن، فإنها تظل ثابتة في ذمتك إلى أن تخرجها أو يسامحك أصحابها، ويجوز لك في هذه الحالة أن تأخذ من الزكاة ما تقضي به ديونك، وانظر الفتوى رقم: 127378.
وحيث كنت صادقا في نية قضاء ديونك، فإنا نبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله عز وجل. رواه أحمد وغيره.
وننصحك بأن تكثر من الأدعية المأثورة في قضاء الدين، وقد بينا طرفا منها في الفتوى رقم: 47551.
والله أعلم.