الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أسماء الله تعالى ما يختص به كاسم "الرحمن"، فلا يجوز إطلاقه على المخلوق، سواء كان شخصًا أم محلًّا؛ لأنه من الأسماء الخاصة بالله -تبارك وتعالى-. ومثله: "رحمن" بدون "ال" التعريف؛ جاء في لسان العرب: قال الأَزهري: ولا يجوز أَن يقال: رَحْمن إِلاَّ لله -عز وجل-، وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَغُ في وصفه، فالرَّحْمن: الذي وسعت رحمته كل شيء، فلا يجوز أَن يقال: رَحْمن لغير الله...
وقال الحسن: الرّحْمن: اسم ممتنع لا يُسَمّى غيرُ الله به، وقد يقال رجل رَحيم. وقال الجوهري: .. الرحمن: اسم مختص لله تعالى، لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره، ولا يوصف، أَلا ترى أَنه قال -عز وجل-:( قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ) فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة، ورَحمن أَبلغ مِنْ رَحِيمٌ، والرَّحيم: يُوصَفُ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ تَعَالَى، فَيُقَالُ: رَجُلٌ رَحِيمٌ، وَلَا يُقَالُ: رَحْمن. انتهى.
وقد ذكرت أن القرية تسمى: "قرية رحمن" أي: أن اسم رحمن مضاف إليها، وهو أمر جائز، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 149279. إلا أن الأولى تركه، كما سبق بيانه في الفتوى المذكورة، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ثالثا : تسمية المسجد باسم من أسماء الله -سبحانه وتعالى-، مثل: مسجد الرحمن، مسجد القدوس، مسجد السلام، ومعلوم أن الله سبحانه قال -وقوله الفصل-: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } (1) الآية. فالمساجد جميعها لله تعالى بدون تخصيص، فتسمية مسجد باسم من أسماء الله ليكتسب العلمية على المسجد أمر محدث، لم يكن عليه من مضى، فالأولى تركه. انتهى.
فحاول مع أهل القرية أن تغيروا الاسم إلى اسم آخر ليس من أسماء الله تعالى.
والله أعلم.