الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اشهرت هذه الكنية علما على الصديق ـ رضي الله عنه ـ وكان يحبها، قال النووي في الأذكار: "بابُ جَوازِ واستحباب اللقبِ الذي يُحبُّه صاحبُه؛ فمن ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، اسمه عبد الله بن عثمان، لقبه عتيق... ومن ذلك أبو تراب لقبٌ لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وكُنيته أبو الحسن"
ولم نقف على سبب لهذه الكنية، مع أنه ليس لأبي بكر ولد اسمه بكر، وإنما كان له: عبد الرحمن وعبد الله ومحمد وأسماء وعائشة وأم كلثوم، ولكن لا يلزم من الكنية أن تكون بأحد أولاد المكنى، وإن كانت العادة جرت بذلك وبأكبرهم، قال ابن القيم في تحفة المودود: وَيجوز تكنية الرجل الَّذِي لَهُ أَوْلَاد بِغَيْر أَوْلَاده، وَلم يكن لأبي بكر ابْن اسْمه بكر، وَلَا لعمر ابْن اسْمه حَفْص، وَلَا لأبي ذَر ابْن الْمُنْذر ابْن اسْمه ذَر، وَلَا لخَالِد ابْن اسْمه سُلَيْمَان، وَكَانَ يكنى أَبَا سُلَيْمَان، وَكَذَلِكَ أَبُو سَلمَة، وَهُوَ أَكثر من أَن يُحْصى فَلَا يلْزم من جَوَاز التكنية أَن يكون لَهُ ولد وَلَا أَن يكنى باسم ذَلِك الْوَلَد. اهـ
والله أعلم.