الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلم أن يكون متفائلًا, حسن الظن بالله, قوي القلب والنفس، وأن يتجافى عن القنوط, واليأس, والتشاؤم, وسوء الظن, والوساوس، ونخشى أن يكون سؤالك نابعًا من الوسوسة.
وعلى كل حال؛ فاللبيب من الناس من يتخير الصحبة التي تنفعه، وتعينه على أمر دينه ودنياه، وإذا وجدت صحبة تؤثر عليك سلبًا فابتعد عنهم، والتمس صحبة أخرى تعينك.
وأما ما يتعلق بتخصص الهندسة المعمارية: فإن مثل هذه التخصصات التي تحتاج إليها الأمة هي من فروض الكفايات، كما بيناه في الفتوى رقم: 52486. ويؤجر المسلم على تعلمها إذا احتسب فيه نية نفع المسلمين، ونحو ذلك من النيات الصالحة.
وأما ما ذكرته في دراستك للهندسة وعدم البركة فيها: فأنت أعلم بحالك، فقد يكون ذلك متعلقًا بك أنت, وليس بالتخصص نفسه، ومن العجب ذكرك أن الهندسة فيها شرك!
وأما عدم وجود جانب ديني: فيمكن الطالب تعويضه بمجهوده الشخصي بطلب العلم خارج الدراسة النظامية. ولا ندري ما الأمر الذي في الهندسة ويدفع إلى المعاصي؟
وأما التحاسد بين الطلاب: فليس مختصًّا بالهندسة.
والنصيحة والتوجيه في مثل هذه الأمور الشخصية تتعلق بالسائل نفسه، وليس من الحكمة أن يعمم فيها الجواب لكل أحد.
والله أعلم.