الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمسلم أن يحتاط في نشر مثل هذه الرسائل، فإن كثيرا منها تحتوي على معلومات موهومة أو باطلة.
ومن ذلك ما جاء في هذه الرسالة من أن كسوفا كليا سيحدث يوم الجمعة، وأن القمر سيكون عموديا فوق الكعبة، فها قد جاء يوم الجمعة ولم يحدث ما أخبرت به هذه الرسالة.
وكذلك ليس هناك دليل من الكتاب أو من السنة يدل على أن اجتماع هاتين الآيتين من علامات يوم القيامة، ولا أن ذلك قد يكون معه طلوع الشمس من مغربها.
وننقل للسائلة ما نبه عليه الشيخ عبد العزيز بن باز في تحذيره من الوصية المنسوبة للشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف، حيث قال رحمه الله تعالى: فانتبهوا أيها القراء والإخوان, وإياكم والتصديق بأمثال هذه المفتريات, وأن يكون لها رواج فيما بينكم, فإن الحق عليه نور لا يلتبس على طالبه, فاطلبوا الحق بدليله, واسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم, ولا تغتروا بحلف الكذابين, فقد حلف إبليس اللعين لأبويكم آدم وحواء, على أنه لهما من الناصحين, وهو أعظم الخائنين وأكذب الكذابين, كما حكى الله عنه ذلك في سورة الأعراف حيث قال سبحانه: { وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ } فاحذروه واحذروا أتباعه من المفترين, فكم له ولهم من الأيمان الكاذبة, والعهود الغادرة, والأقوال المزخرفة للإغواء والتضليل! عصمني الله وإياكم وسائر المسلمين من شر الشياطين, وفتن المضلين, وزيغ الزائغين, وتلبيس أعداء الله المبطلين, الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم, ويلبسوا على الناس دينهم, والله متم نوره, وناصر دينه, ولو كره أعداء الله من الشياطين وأتباعهم من الكفار والملحدين، وأما ما ذكره هذا المفتري من ظهور المنكرات, فهو أمر واقع, والقرآن الكريم والسنة المطهرة قد حذرا منها غاية التحذير, وفيهما الهداية والكفاية, ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين, وأن يمن عليهم باتباع الحق, والاستقامة عليه والتوبة إلى الله سبحانه من سائر الذنوب, فإنه التواب الرحيم القادر على كل شيء، وأما ما ذكر عن شروط الساعة, فقد أوضحت الأحاديث النبوية ما يكون من أشراط الساعة, وأشار القرآن الكريم إلى بعض ذلك, فمن أراد أن يعلم ذلك وجده في محله من كتب السنة, ومؤلفات أهل العلم والإيمان, وليس بالناس حاجة إلى بيان مثل هذا المفتري وتلبيسه, ومزجه الحق بالباطل وحسبنا الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الصادق الأمين, وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 13304.
والله أعلم.