الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن نفقة الزواج تكون على قدر حال المتزوج، فلا يطالب الفقير بأن ينفق في زواجه نفقة الغني الميسور، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، كما أن الغنية لا تُطالبُ بأن تجعل مهرها كمهر الفقيرة، ولذا نص الفقهاء على أن الغنيّة تنكح بأكثر ممّا تنكح به الفقيرة، وذهب بعضهم إلى أن الغنى يعتبر من الكفاءة فالفقير ليس كفؤا للغنية.
وما دام أن والدك ميسور الحال وأنت فقير، فينبغي له أن يعينك على الزواج، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجب على الوالد الغني إعفاف ولده الفقير بأن يزوجه، وهذا قول الحنابلة والجمهور على عدم الوجوب، قال النووي في روضة الطالبين: لا يلزم الأب إعفاف الابن. انتهى.
وذهب الحنابلة إلى وجوب ذلك إذا كانت نفقة الولد على أبيه، قال في الإنصاف من كتبهم: يجب على الرجل إعفاف من وجبت نفقته عليه من الآباء والأجداد والأبناء وغيرهم... وهو من مفردات المذهب. انتهى.
ونوصيك بتقوى الله تعالى، والإكثار من دعائه، فهو تعالى الرزاق يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وانظر الفتوى رقم: 265624، عن إقدام قليل الدخل على النكاح.. رؤية شرعية ، والفتوى رقم: 179583.
والله تعالى أعلم.