الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يثبتك على هداه، واعملي أن من شروط التوبة مما فيه مظلمة للعباد ـ كالسرقة، ونحوها ـ رد تلك المظالم إلى أصحابها، أو طلب العفو والمسامحة منهم، كما في الفتوى رقم: 125190.
وأما الصدقة بالحقوق عن أصحابها فمحله هو عند العجز عن الوصول إليهم، وأما مع إمكان الوصول إلى أرباب الحقوق فلا تجزئ الصدقة بها عنهم، ولا تبرأ الذمة بذلك، بل لا بد من إيصالها إليهم إلا أن يسامحوا ويعفوا، كما بيناه في الفتوى رقم: 120608.
وما ذكرته من إحساسك بإرادة أصحاب الحقوق الشر بك: فلا يعفيك من إيصال حقوقهم إليهم .
فالواجب عليك المبادرة بإبراء ذمتك ، وإيصال الحقوق إلى أهلها ، وتذكري دوما أن حقوق الخلق مبنية على المشاحة والاستقصاء، ولا تجدي فيها مثل هذه التأويلات .
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 272065 .
والله أعلم.