الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يصح أن ينسب علم الغيب إلى غير الله تعالى، ومن نسب علم الغيب إلى غير الله تعالى فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، كفراً مخرجاً من الملة، لقول الله تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}، وسبق أن بينا ذلك في جملة من الفتاوى، انظر مثلا الفتاوى التالية أرقامها: 14231، 15284، 20497.
وعلى من ينسب علم الغيب لمن يدعي فيهم الصلاح أن يتوب إلى الله ويراجع عقيدته، فعلم الغيب مما استأثر الله عز وجل به، فلم يطلع عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضاه للرسالة فيطلعه على ما شاء من غيبه، كما قال تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ {الجن:27/26}،
وقد ختمت الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمره الله تعالى بقوله: قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ... {الأنعام:50}.
فلا يمكن لأحد مهما كان أن يطلع على غيب الله تعالى.
والله أعلم.