الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن أغاني الحب وما شابهها التي تعرض في وسائل الإعلام -الآن- المسموعة والمرئية من الغناء المحرم الذي لا يجوز سماعه سواء في شهر رمضان أو غيره، وسماعه في رمضان أشد حرمة لما فيه من تعريض الصوم للنقصان والانتهاك لحرمة الشهر، وقد سبق بيان حكم الغناء بالتفصيل في الفتوى رقم:
5282 فراجعها لزاماً.
وأما بخصوص سؤالك عن كون هذه الأغاني تفطر الصائم أم لا ؟
فنقول: سماع ذلك يتنافى مع الحكمة التي شرع من أجلها الصيام حيث قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
ففي الآية بيان أهم مقاصد الصيام وهو تحصيل تقوى الله سبحانه، كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصوم جنة، أي وقاية للصائم من المعاصي في الدنيا بكسر الشهوة وحفظ الجوارح، ووقاية له من النار في الآخرة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:
الصيام جنة، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل. رواه
البخاري ومسلم. وقال
جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم. ومن صيام السمع صونه عن سماع المحرمات والمنكرات..... إلخ.
وبناء على ما تقدم نقول: من استمع إلى الأغاني في نهار رمضان فعليه بالتوبة وكثرة الاستغفار، ولا يفطر بذلك، ولا يبطل صيامه إلا إذا نزل منه المنيّ بسبب هذا السماع فيقضي يوماً مكان هذا اليوم الذي حدث فيه ذلك، وأما إن نزل منه مذي ففيه خلاف، ولا يفطر بنزوله على الراجح.
والله أعلم.