الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام ـ وهو الدين العظيم ـ قد جاء لإسعاد البشرية وليبعد عنها كل أسباب الشقاء، وقد أحسن من قال:
الدين جاء لسعادة البشر * ولانتفاء الشر عنهم والضرر
فكل أمر نافع قد شرعه * وكل ما يضرنا قد منعه
فمن أجل سد الذريعة ومنع الشر والفساد جاء الشرع بتحريم العلاقة بين الجنسين خارج إطار الزواج الصحيح، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 30003. وقصد الزواج في نهاية المطاف لا يبيح شيئا من هذه العلاقات الآثمة.
وما حصل منك مع هذه الفتاة من القبلات، ورؤية كل منكما الآخر شبه عار، ليس بالمستغرب؛ لأن الشيطان للإنسان بالمرصاد، فإنه يستدرج المرء إلى المعاصي استدراجا، فالواجب عليكما التوبة إلى الله، ولمعرفة شروط التوبة راجع الفتوى رقم: 29785، وقد أحسنت بتدارك الأمر وتنبيه هذه الفتاة إلى خطورة الأمر وتحديدك العلاقة معها، ولكن الواجب عليك قطع العلاقة معها تماما، ومجرد محادثتها باب للفتنة، ومن هنا منع الفقهاء الحديث إلى الأجنبية الشابة وشددوا في ذلك كما بينا في الفتوى رقم: 21582، والسلامة لا يعدلها شيء. وإذا أردت إنقاذها مما هي فيه من مرض من خلال الحديث معها، فقد تهلك بذلك نفسك، بل وتهلكها هي، وهي التي قد جنت على نفسها حين رضيت بهذه العلاقة، فأنت لم تكرهها عليها حتى تؤاخذ بذلك، بغض النظر عن كونك البادي أو كونها البادية، فلا تلتفت إلى مثل هذه الخواطر والهواجس التي يلقيها الشيطان في قلبك ليسوغ لك العلاقة معها.
وبعد هذا كله، فإن تابت هذه الفتاة واستقامت على الجادة وحسنت سيرتها، ورغبت في الزواج منها فذلك خير، فالزواج من أفضل ما يعالج به العشق، روى ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. وإن لم يتيسر الزواج فليذهب كل منكما إلى سبيله، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.