الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اشتمل هذا السؤال على جملة من المخالفات بعضها أشد من بعض:
أولها: جملة "مدد يا جد الحسين" فالمقصود بجد الحسين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وطلب المدد من غير الله تعالى يدخل في باب دعاء غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله، ومن فعل ذلك فقد وقع في عبادة غير الله، لأن الدعاء من العبادة، بل هو العبادة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
الدعاء هو العبادة، وقرأ قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]. وصححه
الألباني ورواه
أحمد وأبو داود. هذا ولو كان المدعو هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن جميع البشر لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم من جملة البشر، إلا أن الله فضله عليهم بالرسالة والنبوة، قال الله تعالى عنه:
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى.... [الكهف:110].
وقال عنه تعالى:
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ... [الأعراف:188].
وراجع الفتوى رقم:
3779 - والفتوى رقم:
23433 - والفتوى رقم:
3835>
ثانيها: جملة "يا نور النبي هذه الجلسة حضرها النبي" ولا علم لنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر جلسات أحد من الخلق، فلم يرد ذلك عن أصحابه الذين هم سادة الأولياء وخير القرون، وما يفعله بعض الجهلة من الاجتماع في مكان واحد لإقامة "الحضرة" فيجلسون جميعاً ويضعون كرسياً أو فراشاً آخر، ويتركونه دون أن يجلس أحد عليه، ويقولون: هو كرسي أو فراش يجلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو عين الجهل بدين الله تعالى وشريعته، وراجع في هذا الفتوى رقم:
4416.
ثالثها: الجمل الثلاث الباقية، تدل كلها على التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا من البدع المحدثة بعد القرون الفاضلة، إذ لم يفعلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا التابعون لهم بإحسان، قال
حافظ بن أحمد الحكمي: أو قصد الدعاء والتوسلا =====
بهم إلى الرحمن جل وعلا فبدعة محدثة ضلالة =====
بعيدة عن هدي ذي الرسالة .
ولمعرفة الأمر بالتفصيل راجع أيضاً الفتوى رقم:
14616.
وليعُلم أن وصف من لم يتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة في توجهه إلى الله بالخيبة، هو عين الذم لسلف الأمة الذين لم يفعلوا ذلك، ولم يأمروا به أو يدعوا إليه، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، فقد كانوا أحرص الناس على الخير.
والله أعلم.