الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما قاله هذا الكاتب باطل مردود؛ فهو قول عار عن الدليل، ولا حجة فيه، بل نسبته إلى قول المجانين أقرب منه إلى قول العقلاء. فأين الدليل على ما ادعاه من أن الله أعطى بعض كفار هذا الزمان عقولا صغيرة لا يستطيعون بها معرفة الإسلام وعظمته، فيعذرون به يوم القيامة من دخولهم النار؟! ودين الإسلام دين الفطرة واليسر لا تعقيد فيه ولا غموض، يفهمه العالم والجاهل، والكبير والصغير، والذكر والأنثى، والذكي والغبي.
فإذا عرف البالغ العاقل الإسلام بأية وسيلة من الوسائل ولم يقبله، كان ذلك كافيًا لاستحقاقه أن يسمى كافرًا، وإن مات على كفره فهو من أصحاب النار، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- إخبارًا صريحًا، فيما ثبت عنه في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار.
واعلم أنه من المستبعد أن يكون على وجه الأرض الآن شعب كامل أو بلد كامل أو كثير منه لم تصله رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى يعذروا، وذلك لكثرة ما تنشره وسائل الإعلام من التعريف بالدين الإسلامي والدعوة إليه. نعم قد يتصور عدم بلوغ الرسالة المحمدية لبعض الناس في هذا الزمان، لكن لا لأن عقولهم صغيرة لا يفهمون بها الإسلام.
وأما استدلاله بحديث: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) في النجاة من النار لمن لم يشهد من الكفار للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة: فترد عليه الأحاديث الأخرى التي دلت على اشتراط ذلك للنجاة من النار، كحديث أبي هريرة السابق.
وانظر لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 68822، 64513، 1487، 24670 ، 195365 وإحالاتها.
والله أعلم.