الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأَولى للداعي أن يقتصر على الشطر الأول من الدعاء؛ قال الشيخ/ العثيمين -رحمه الله-: الأولى أن يقول: اللهم عاملنا بعفوك وفضلك، وأن يدع قوله: اللهم لا تعاملنا بعدلك؛ لأنه لا داعي لها، وإلا فمن المعلوم: لو أن الله عامل الناس بعدله لأهلكهم جميعًا، قال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بما كسبوا مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ}، ثم إن الله تعالى لو عامل الإنسان بعدله لكانت نعمة واحدة تستوعب جميع أعماله التي عملها، بل لكانت أعماله الصالحة التي عملها نعمة من الله تستحق المكافأة والشكر، كما قيل: إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليّ له في مثلها يجب الشكر، فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واختصر العمر؟! فلا داعي أن يقول الداعي: اللهم لا تعاملنا بعدلك ولكن عاملنا بفضلك، بل نقول: قل: اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بسوء أفعالنا؛ فإنك ذو الفضل العظيم، ونحن ذو الإساءة، ونستغفرك اللهم ونتوب إليك. اهـ.
والله أعلم.