الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرت من أن والد هذا الشاب قد افترى عليكم أمورا، فقد أتى بعض الموبقات، ولا سيما فيما يتعلق بجدك الذي ذكرت أنه قد مات، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. رواه البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 14787، والفتوى رقم: 102033، فالواجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، ويستسمح من ظلم، ويكثر من الدعاء للميت عسى الله أن يرضيه عنه يوم القيامة. وانظري الفتوى رقم: 64519.
ولا ينبغي للوالدين رفض زواج الرجل من امرأة ذات دين وخلق لغير مسوغ شرعي، والأولى به السعي في إقناعهما، والشفاعة إليهما بمن له جاه عندهما، فإن أصرا على الرفض فالأصل أنه يجب عليه طاعتهما، وأما بالنسبة لزواجه منك فالأصل أن يطيع والديه، ما لم يخش بترك الزواج منك ضررا، كما بينا بالفتوى رقم: 93194، فإن تيسر زواجه منك فذاك، وإلا فلا تأسفي عليه، فالخير في عدم زواجك منه؛ لأن من أعظم ما يعتبر في نتيجة الاستخارة تيسير الأمر من عدمه، والارتياح النفسي أو رؤية رؤيا في المنام ونحوهما لا يعول عليها في الاستخارة، ويمكن أن يستأنس بها.
والله أعلم.